بقلم: محمد أحمد فؤاد أمين
صاحب شركة الفؤاد للتثمين العقاري
وعضو الاتحاد الدولي للعقارات
في ظل ما تشهده جمهورية مصر العربية من نهضة شاملة في مختلف القطاعات بقيادة فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، بات واضحًا للجميع أن الدولة تسير بخطى ثابتة نحو المستقبل، وتُسابق الزمن في تحقيق الإنجازات، وتطوير الخدمات، والارتقاء بحياة المواطنين داخل الوطن وخارجه.
فقد تحوّلت مفاهيم العمل الحكومي من البيروقراطية إلى الرقمنة، والسرعة، والشفافية، وأصبح المواطن المصري محور الاهتمام في كل رؤية ومبادرة. وهذا ما يدفعنا، نحن المصريين المقيمين بالخارج، إلى أن نشارك الدولة طموحاتها، وأن نكون جزءًا من رحلة التطوير، وأن نُسهم بآرائنا وتجاربنا في تحسين ما تبقى من تحديات.
تجربتي الأخيرة كانت مرهقة نفسيًا وبدنيًا وماديًا، حين حاولت تجديد جواز سفر طفلتي المقيمة معي في دبي. اضطررت للسفر إلى القاهرة بمفردي، على أمل إنهاء الإجراء بسرعة، لكنني فوجئت بأن وجود الطفلة شرط أساسي، أو أن أُعيد المعاملة إلى قنصلية مصر في دبي، مما جعل الرحلة بلا جدوى رغم تكلفتها العالية.

وخلال تلك المحاولة، تحملت ما يزيد عن 10,000 درهم إماراتي في تذاكر السفر، والإقامة الفندقية، والمصاريف الجانبية، فضلًا عن الإرهاق البدني والنفسي. كل ذلك من أجل معاملة رسمية، كان من الممكن إنجازها في القنصلية لو وُجدت آلية لذلك.
تقدمت بعد ذلك بطلب “الخدمة العاجلة” داخل القنصلية بدبي، والتي بلغت تكلفتها 1100 درهم، إلا أن المفاجأة كانت أن مدة الإنجاز لا تقل عن 30 يومًا، مما أثار تساؤلات حول جدوى هذه الخدمة، وما يمكن فعله لتحديث آلياتها.
وفي خضم هذا الوضع، وجدت نموذجًا مشرفًا في تعامل السفير نبيل حبشي، نائب وزير الخارجية لشؤون المصريين بالخارج، الذي استجاب بتقدير واحترام، واهتم بتفاصيل حالتي، وأظهر روحًا وطنية حقيقية تعكس النمط الذي نأمل أن يسود في جميع بعثاتنا الدبلوماسية.
ورغم هذا التجاوب المشكور، فإن أصل المشكلة ما زال قائمًا. ومن هذا المنطلق، وبثقة راسخة في رؤية فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي جعل من تطوير الخدمات الحكومية وتحسين حياة المواطن أولوية وطنية، أتقدم بهذا النداء:
فخامة الرئيس،
في ظل ما تحقق من تطور كبير في البنية التحتية، والتحول الرقمي، والحوكمة الحديثة، نأمل أن يتم إيجاد آلية واضحة لاستصدار جوازات السفر المصرية من داخل بعثاتنا الدبلوماسية في الخليج – مثل الإمارات، والسعودية، والكويت، وقطر – أو منحها الصلاحية الكاملة لإصدار وتجديد الجوازات مباشرة دون الحاجة لإرسال الطلبات إلى القاهرة، حتى وإن تطلّب ذلك توفير بنية تكنولوجية متقدمة أو فرض رسوم إضافية على هذه الخدمة الخاصة.
إن مثل هذه الخطوة ستُجسّد بالفعل روح الجمهورية الجديدة، التي تُعلي من قيمة الوقت وسرعة الإنجاز، وتُواكب العصر عبر اعتماد التكنولوجيا، والتيسير على المواطنين أينما وُجدوا.
فالمصريون بالخارج ليسوا مجرد جالية، بل هم سفراء للدولة المصرية، ورافد اقتصادي واجتماعي مهم، يستحق أن يشعر بأن بلده أقرب إليه من أي وقت مضى.
نحن على ثقة أن قيادتكم الحكيمة لن تتردد في النظر في هذا الاقتراح بعين الاهتمام، فهو ليس مطلبًا فرديًا، بل صوت مئات الآلاف من المصريين المغتربين الذين يأملون أن تُواكب الخدمات القنصلية هذا التقدم الكبير الذي تشهده مصر في مختلف المجالات.
Read more on: UAE STORIES